الجزائريون الذين لم يدخلوا أي شيء لتطوان - مدونة ثقافة المغرب

الجزائريون الذين لم يدخلوا أي شيء لتطوان


السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته

كثر الحديث مؤخرا من طرف الجزائريين الذين أغرقوا الشبكة العنبكوتية بمجموعة كبيرة من المعلومات المغلوطة و التي لا أساس لها من الصحة عن أن سلفهم من الجزائريين القدماء عندما هربوا من بطش سلطات الإستعمار الفرنسي و دخلوا لتطوان و أدخلوا معهم كل شيء حتى من ينظر لللأمر من زاويتهم سيكشتف عمق الكذبة التي تم نسجها، لولا كتب التاريخ التي تركها لنا مؤرخونا لما فضحناهم و ألجمناهم بما يوجد في هذه الكتب.

[مقطتف من كتاب "المغرب عبر التاريخ الجزء 3 الصفحة 216"]

على غرار ما تم ترويجه من طرفهم على أن الجزائريين ئو فضل على مدينة تطوان، و لغرابة الأمر كيف يعطي لاجئ من الحرب شيئا لا يملكه لغيره؟ و يدخل هنا المثل القائل "فاقد الشيء لا يعطيه" عندما يكون الضيف ذو فضل على صاحب المنزل فإعلم أنها أكبر كذبة تاريخية على الإطلاق و كما يقول مثلنا المغربي "الضيف ما يتشرط و مول الدار ما يفرط" بمعنى أنه لا يحق للضيف أن يتدخل في شؤون صاحب المنزل، إستضافك عنده فأشكره، و هنا ما حدث من طرف جيراننا و ما يدعونه من كذب نرد عليه بهذا المقطف من كتاب "المغرب عبر التاريخ المجلد 3 الصفحة 216" ذكر فيها "فلما كانت تطوان قد استقبلت أكبر عدد منهم قبل أن توزعهم على مراكز أخرى، فقد كان مهاجروها موضع عناية خاصة، لأن كثيرا منهم فقراء و لا حرفة لديهم" يعني كيف يعقل أن يدخل الجزائريين معهم "ثراثهم و ثقافتهم و حضارتهم" لمدينة مزدهرة في ذلك الوقت و هي تطوان و هم لاحول لهم و لا قوة، نسبو لهم كل شيء تقريبا، لم يتركو شيء و إلا أضافو له قصصا من وحي خيالهم على أن العثمانيين أعطوها لهم و على أنها دخلت مع اللاجئين لتطوان.

و حسب كتاب تاريخ تطوان للمؤرخ المغربي "محمد داوود" عقب دخول الفارين من جحيم الإستعمار الفرنسي قد أمر سلطان المغرب آنذاك "عبدالرحمان بن هشام" بأن يتم الإعتناء بهم و أن يقوم بدمجهم و تعريفهم على حضارة المغرب التي تشمل ثقافتنا و عاداتنا و تقاليدنا و أيضا سترهم و إيوائهم و توفير جميع الشروط الملائمة لهم لكي يشعروا و كأنهم وسط بلدهم، وتم إدماج ما تم إدماجه و بعضهم إستفاد من الهبات المالية و العينية و تم إسقاط الضرائب عنهم حتى لا يشعرو بنفس المذلة التي كانوا تحتها سابقا في عصر العثمانيين قبل إنتشار وثيقى تثبت تسليم داي مدينة الجزائر (الجزائر العاصمة) آنذاك للمستعمر الفرنسي بشرط أن يتم السماح له بالخروج من الجزائر و معه جميع أمتعته و خدم قصره من الأتراك و جيشه الإنكشاري الذي إصطحبه سابقا "خيرالدين بربروس" و ما تبقى منه، المهم تم تيسير جميع الأمور للفارين من الجزائر، و تم حصر جنسيات الفارين في أتراك و عرب و كراغلة و سودانيين إثنين و مجهولي الهوية [الجزائريون في تطوان - الصفحة 78] بإختصار لا يوجد أي جزائري بالجنسية قد دخلوا من الجزائر.


نستطيع إختصار هذا في أنه "الثقافة تصنعها الشعوب و تطورها الأجيال اللاحقة" و كئلك "الثراث لا يعطى بل يصنع و يثوارت من جيل لجيل" أما عن كلمة "ورثناها و سرقوها المغاربة" فنحن لا نسرق أشيائنا و يكفينا أن تجاركم في المغرب يشترون من الألبسة و الصناعات التقليدية ما لا تصفه الكلمات من إعجابهم بما لدينا، طوروا لباسكم التقليدي فهو أولى بمحاسبتنا عن ماذا لدينا.

لا تنسى مشاركة هذا المقال!

أعط رأيك حول هذا المقال
الأشعارات
هنا تقوم بوضع الأشعارات
حسناً