إرتبطت الطنجية في الأوساط المغربية بمدينة مراكش، كونها المدينة الأولى و الصانعة التي أنتجت هذا النوع من الأطباق في شكل غريب و بمذاق لذيذ، جعل كل من يتذوقها مرة يعود لمذينة مراكش ليتذوقها مرة أخرى، كونها تطبخ على نار هادئة حيث تخرج قطع اللحم مثل الهلام و بمرق لا يمكنه أن يكون إلا عصارة ناتجة عن اختلاط ناجح للمكونات الأساسية و الطنجية تنتمي لأهم أطباق المطبخ المغربي ويمتاز بطهيها الرجال، و يتم استعمال آنية فخارية في شكلها تشبه حبة البلوط و يتم ملأها بالمكونات الأساسية من التوابل و السمن المغربي و اللحم يفضل لحم البقر، و يتم تركه في غرف التسخين الخاصة بالحمامات المغربية و يترك على الجمر إلى أن يطهى بشكل جيد، تم إعداد أكبر طنجية في مدينة مراكش يوم السبت 4 أبريل من سنة 2009 في ساحةجامع الفنا يبلغ طولها مترين وقد تم صنعها في تمصلوحت وتم طهيها بلحم عجلين يبلغ وزنهما حوالي 4000 كلغ.
و تسمى الطنجية أيضا لدى المراكشيين بإسم "بنت الرماد" و ذلك لأنها فور جهوزيتها يتم أخذها كما ذركت سابقا لغرف التسخين الخاصة بالحمامات المغربية و يتم وضعها على الرماد فقط، و من أجل تحضيرها تحتاج إلة المكونات التالية: 1 كيلو ونصف من لحم العجل الفتي و 5 أضراس ثوم، نصف كأس شاي من زيت الزيتون، ملعقة كبيرة من السمن، ملعقة صغيرة من الزعفران الحر مدقوق، نصف حامضة (مصيرة)، كأس من الماء ملعقة كبيرة من الكامون، و يفضل تقطيع اللحم قطعا صغيرة و إضافة بقية المكونات الأخرى في آنية فخارية و تقفل بإحكام بواسطة ورق سميك يتم ربطه بحيل متين من أجل عدم تسرب أي شيء منها.
خلال شهر رمضان المعظم يتم الإقبال و بكثرة على الطنجية من طرف المراكشيين، و بتفننهم في فنون الطبخ، الطنجية أصبحت أيضا تعد بالدجاج، حيث تجد جموعا كبيرة متجهة نحو الأفران التقليدية المغربية "الفرناتشي" و هو مسؤول الحمام التقليدي المغربي، و في الأيام العادية تجد العائلات و الأصدقاء يلتمؤون حولها في جو يسمونه بالنزاهة و تعني النزهة لديهم، و يتم إحضار الطنجية و تصاحبها الدقة المراكشية كما هو معروف عليهم حبهم للمرح و النشاط مما جعل كافة المغاربة يطلقون عليهم ناس البهجة، أي الناس الذين دائما يبقون مبتهجين و ينصعون من أبسط الأشياء أوقاتا لا تنسى.
و في عصو المغرب الوسيط تم نظم منظومة خلال القرن 11 تدور على الإحتياطات و التدابير التي كان يجب على آكل الطنجية إتخاذها من أكل هانئ و صحي، من طرف أبو عبد الله محمد بن سعيد المرغيتي السوسي المراكشي يقول :
فصل وقدر اللحم حين تمشي *** بها لتطبخ لـــــدى الفرناطشي
فشرطها يا صاح شــد محـكم *** بنحو كـــا غـــــد و جلد يحزم
أو بغطاء العـــــود أو فخــار *** تلـــززا حفــــــظا من الغبــار
و الصق العجين بالأطــراف *** لسد منفــــــذ بـــــدا أو خــاف
و أدخلنها فـي الرمـــاد حـتى *** يغيب ثلثها و كــــن ذا ثـــــبتا
و نح عن رمادها ثـيابـــــــك *** فهـــــو منجس إذا أصــابــــك
إذ صاحب الحمام لا يسخنــه *** فـي غالـــب الا بزبـــل يمـكنه
ثم إذا ما طبخت فاجعــــلــها *** فـي قــفة أو نحـــوها واغسلـها
بصب ماء فوقها حتى يعــــم *** كــل الجوانب و سفـلا ولتـضم
ورضه بدفع ما فـي العــــادة *** كشأن أهل الفضل و المـــجادة [1]
_____________________________________________________________________
المصادر و المراجع:
[1] - محمد بن سعيد المرغيتي: "تحفة المحتاج فـي حكم أكل الناس الدجاج" مطبوعة طباعة حجرية.