الدولة الموحدية المغربية و تأسيسها على يد محمد بن تومرت - مدونة ثقافة المغرب

الدولة الموحدية المغربية و تأسيسها على يد محمد بن تومرت


معلومات الأسماء
المؤسس و الخليفة الأول محمد بن تومرت
سنة التأسيس 1121
العاصمة الأولى تينمل (منطلق الدولة الموحدية)
العاصمة الثانية مراكش
أساسها دولة مغربية، المغرب [المملكة المغربية]
الخليفة الثاني عبد المومن بن علي الكومي
آخر الخلفاء أبو العلا الواثق بالله إدريس بن محمد بن أبي عبد الله محمد بن أبي حفص بن عبد المؤمن
سنة الزوال 1269

 البداية 


عند عودة محمد بن تومرت من الشرق الأوسط إلى المغرب إلتف حوله تلاميذه الذين إلتقى بهم في عدة مناطق من شمال إفريقيا كبجاية و تلمسان حيث إلتقى بعبد المومن بن علي الكومي الندرومي المغربي و بايعه و عدد من الرجال على أنه المهدي المنتظر لأنه إدعى أنه له صفات مثل صفاته، و إستقر في مدينة تينمل بعد أن تم طرده من عاصمة الدولة المرابطية مراكش، و من مدينة تينمل إنطلقت دعوته بصفة رسمية و سمى أتباعه بالموحدين لكون أتباع هذه المدرسة كانوا يدعون إلى توحيد الله توحيدا قاطعا.

 مؤسس الدولة الموحدية محمد بن تومرت 



أطلق ابن تومرت عام 1118 الدعوة لمحاربة المرابطين واتخذ من قلعة تنمل على جبال الأطلس الكبير مقرا له، و في سنة 1121 تأسست فعليا الدولة الموحدية المغربية على يده و كان منطلقها و عاصمتها الأولى مدينة تينمل[1]، و أخذ الموحدين مكان المرابطين حيث بقي أساس الملك في المغرب الأقصى و عواصمها كذلك، و قامت الدولة الموحدية بضم دول شمال إفريقيا في الجزء الشمالي منها و أما المغرب الأقصى بشكله الحالي و جعل من مدينة مراكش عاصمة حكمه الثانية سنة 1147، و قبل وفاة مؤسس الدولة الموحدية محمد بن تومرت أوصى أتباعه بإتباع تلميذه عبدالمومن بن علي الكومي حيث قال لهم:
أنتم المؤمنين و هذا اميركم
و قال لهم أيضا:
و قد اخترنا لكم رجلا منكم و جعلناه أميرا عليكم هذا بعد أن بلوناه في جميع أحواله ... و هذا المشار إليه هو عبد المومن، فأطيعوا له و اسمعوا منه ... و الأمر أمر ما شاء من عباده[3].
و هكذا تم تمت البيعة للخليفة الثاني عبدالمومن بن علي الكومي و توفي بعدها محمد ابن تومرت بعد توصية أتباعه.

 تعيين نواب في المناطق التابعة لحكم الدولة الموحدية 


و قام الخلفاء الموحدين بتعيين عمال و نواب عليهم مثل بنو عبد الواد (قبائل رحل) الذين حكموا الجزائر (الدولة الزيانية) و الحفصيين الذين ينتسبون لأبو حفص عمر أحد أجداد الأسرة ومن رجالات ابن تومرت الأوفياء ينتمون إلى قبيلة هنتاتة الأمازيغية ومساكنها في جبال الأطلس و حكموا تونس (بلاد أفريقية) بينما كان الحكم و السلطة العليا للمغرب الأقصى و عاصمتها مراكش.

 عبد المومن بن علي الكومي المغربي 



عبدالمومن بن علي الكومي الخليفة المغربي الثاني للدولة الموحدية المغربية، ولد في أيام يوسف بن تاشفين سنة 1097 في مدينة ندرومة التي تقع في نواحي تلمسان التي بناها المرابطين المغاربة و كانت تابعة لحكمهم[4].
و هو من قوم يقال لهم "بنو مجبر" و إنه إذا ذكرت له قبيلة كومية أجاب لست منهم، ... ،و لكومة علينا حق الولادة بينهم و المنشأ و هم الأخوال[4].
و نسب إلى هذه القبيلة لأن والدته منهم و عبدالمومن ينفي نسبه لهم لأنه ينسب نفسه لقيس بن عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، و تعلم القرآن ومبادئ اللغة العربية والفقه في صغره، ولما بلغ الخامسة عشر من عمره نزل إلى مدينة تلمسان ليواصل دراسته.

 أمر بن تومرت لأتباعه بمبايعة الكومي خليفة ثاني من بعده 


لما عاد هو و عمه من الحج استوقفهم الحال في بجاية حيث كان هناك "محمد بن تومرت" يلقي دروسا في المدينة حيث ذاع صيته في شمال إفريقيا وكان هذا اللقاء بداية لمسيرة مشتركة بين الرجلين و هي تأسيس دولة موحدة لله الواحد الاحد، عبد المؤمن بن علي ابن تومرت ورفاقه في رحلتهم إلى تنمل بالمغرب الأقصى، مروراً بجبال الونشريس وتلمسان وفاس ومكناس ومراكش إلى غاية بلاد السوس بقرية ابن تومرت عام 515هـ. وعندما بدأ ابن تومرت ينظم حركته وينشر دعوته، كان عبد المؤمن يلعب دوراً هاماً ضمن مجموعة العشر المقربين إلى ابن تومرت، والتي كان يستشيرها في جميع الأمور، و قبل وفاة مؤسس الدولة الموحدية محمد بن تومرت أمر أتباعه بمبايعة عبدالمومن و جعله أميرا عليهم كما قال في وصيته "أنتم المؤمنين و هذا اميركم" و تولى الحكم من مراكش بعد استاذه و قاد جيوشه نحو الشرق.

 توسعات الكومي في شمال إفريقيا 


وسع عبد المؤمن بن علي حدود دولته بغزوه دولة بني حماد في بجاية عام 546هـ، فاستولى على مدينة الجزائر ودخل بجاية وحاصر القلعة عاصمتهم وفي نفس السنة أرسل جيوشه إلى الأندلس ليفتتح من جديد جميع الثغور التي استولى عليها المسيحيون بين سنتي 546هـ و 554 هـ، استقر عبد المؤمن بمراكش ليكرس مجهوداته في تنظيم شؤون دولته العسكرية والسياسية والإدارية والاقتصادية، فجعل الملك وراثياً بتعيين ابنه خلفاً له، وعين باقي أولاده وبعض أقاربه على رأس الولايات، وفي عام 557 هـ جهز جيشاً ليعبر إلى الأندلس، أين أخذ يعزز مواقعه ووسع من حدود دولة المسلمين ومن تواجدهم بالأندلس، غير أنه اضطر إلى العودة على المغرب بسبب مرض أليم ومفاجئ، فتوفي بسلا قرب الرباط في سنة 558.

 حول ندرومة 


يعود بنائها إلى الفترة المرابطية على يد المغاربة من قبائل صنهاجة المغربية من المغرب الأقصى و عبدالمومن بن علي يعود أصله إلى هؤلاء المغاربة أبناء المغرب الأقصى[5].
_____________________________________________________________

 المراجع: 

 
[1]- الاستقصا في أخبار المغرب الأقصى ص130.
[2]- المعجب في تلخيص أخبار المغرب، ص144.
[3]- B. Lugan, Histoire du Maroc.
[4]- المعجب في تلخيص أخبار المغرب، ص148.

لا تنسى مشاركة هذا المقال!

أعط رأيك حول هذا المقال

الأشعارات
هنا تقوم بوضع الأشعارات
حسناً