أبو مدين التلمساني و اسمه الحقيقي أبي مدين شعيب بن أبي عبد الله محمد بن أبي مدين المغربي العثماني المالكي، فقيه ومتصوف وشاعر أندلسي، ولد سنة 1115م في مدينة قنطيانة الإسبانية و تقع في مقاطعة إشبيلية في العهد المرابطي في عهد الاندلس و إزدهارها، طلب العلم في إشبيلية و بعدها نزح للمغرب لكي يطلب مزيدا من العلم. فكانت وجهته مدينة فاس حيث أصبح تلميذا وم تعلما على يد الشيخ العارف بالله علي بن حرزهم و يلقب حاليا ب"سيدي حرازم" و هناك أكمل تعليمه و دراسته. و كانت دراسته مستمرة لا تقطعها سوى أوقات الصلاة، و توجه نحو مدينة بجاية حيث أكمل بقية حياته هناك. و في أحد الأيام وصلت شكاية للسلطان المغربي "يعقوب المنصور الموحدي" في مدينة مراكش بخصوصه و أرسل له دعوة لكي يتقصى حقيقة ما وصله عن كونه يشكل خطورة بالغة على الدولة الموحدية المغربية. و هو قادم في طريفه متوجها نحو مدينة مراكش وافته المنية سنة 1189 ميلادية بنواحي تلمسان حيث أقيم له هناك ضريح، و قام سلاطين الدولة المرينية ببناء مسجد و مدرسة هناك.
أولا، الأدلة التي تثبت أن باب المغاربة قد بناه ابي مدين شعيب المغربي العثماني المالكي لا وجود لها، كما أنه ليس جزائري. فوقت حدوث معركة حطين التي شارك فيها الجيش المغربي المكون من 180 سفينة حربية لمساندة صلاح الدين الأيوبي في حربه ضد الصليبيين، كان عمره آنداك 72 سنة. بالإضافة إلى أن قائد الجيش المغربي الحقيقي هو "محمد العلمي الفاسي" و هناك عاش ودفن و لأجله و لأجل المغاربة أبناء المغرب الأقصى قام الملك صلاح الدين الأيوبي بوقف الأرض التي سيبنى عليها باب المغاربة و أصدر وثيقة وقفية توقف الباب لهم أيضا خارج المسجد الأقصى.
أما ما تركه أجدادنا المغاربة في القدس الشريف حدث معركة حطين سنة 1187 بعدما أمد السلطان الموحدي يعقوب المنصور ملك الدولة الأيوبية ب180 سفينة حربية و جنود مشاة من مراكش و فاس لإعاقة التحركات البحرية الصليبية من الوصول إلى سواحل الشام و كان تعداد الجيش ثلثه، المهم و هو أن شيخنا الفاضل رحمة الله عليه كان عمره 72 سنة عندما حدثت المعركة في فلسطين فلم يكن لا قائد جيش و لا يمكنه حتى أن يحارب في ذلك العمر بل و لم يقم ببناء "الحي المغربي/باب المغاربة" لأن من بنى لهم الباب هو صلاح الدين الأيوبي بأوامر منه، أما حفيده "شعيب بن محمد بن شعيب المغربي العثماني المالكي" سنة 1320 (أي بعد 133 سنة) هو من من لديه أوقاف خاصة من ماله الخاص في القدس.
ثانيا، هناك عدة مصادر تؤكد أن الأوقاف كلها موقفة بإسم مملكتنا العظيمة، فسيرة أبي مدين شعيب بن أبي عبد الله محمد بن أبي مدين المغربي العثماني المالكي التي كتبها الشيخ عبدالحليم محمود لا يوجد أثر لسفره للقدس، في ذلك السن يستحيل عليه القتال و البناء خصوصا لو كان الأمر يتعلق ب"الحي المغربي/حارة المغاربة/باب المغاربة".
ثالثا، أما بخصوص المقتطفات التي إقتطفتها من 3 كتب لوثائق مققنة قضائيا منذ زمن الدولة الأيوبية في فلسطين، و عليها فإن حفيد أبي مدين قد أوقف ما إشتراه من ماله الخاص في ما يأتي《قرية تعرف بقرية عين كارم من قرى مدينة القدس الشريف》و أما المكان الثاني الذي ذكره في وثيقته《قنطرة أم البنات باب السلسلة المشتمل على إيوان وبيتين وساحة ومرفق خاص وسفلى ذلك مخزن وقبو》و خصص هذا الوقف بالوصف على المغاربة من غيرهم يعني اي مغربي دخل للحي المغربي فهو مخصص بالوقف، هذا ما جاء في الوثيقة بشكل شامل:
وقفية هذا على السادات المغاربة المقيمين بالقدس الشريف والقادمين إليها من السادات المغاربة على اختلاف أوصافهم وتباين حرفهم ذكورهم وإناثهم كبيرهم وصغيرهم فاضلهم ومفضولهم لا ينازعهم فيه منازع ولا يشاركهم فيه مشارك ينتفعون بذلك السكن والإيجار وسائر الانتفاعات والمقاسمة والمزارعة على الضيع المذكورة ويقدم في ذلك الواردون على المقيمين والأحوج فالأحوج والأدين فالأدين، فإذا انقرض المغاربة ولم يوجد منهم أحد مقيم بالقدس الشريف سواء كان ذكرا أو أنثى فيرجع وقفا على من يوجد من المغاربة المقيمين في مكة المشرفة زادها الله شرفا وعلى من يوجد منهم بالمدينة المنورة، فإذا لم يوجد أحد بالحرمين الشريفين وشرط الواقف النظر والتولية على هذا الوقف لنفسه مدة حياته ثم من بعده لم يوجد رشيد من جنس المغاربة المقيمين بالقدس الشريف ويشهد له بالرشد والتقوى[2].
رابعا، و أما عن "باب المغاربة/الحي المغربي/حارة المغاربة" فقد أوقفها للجيش المغربي الذي أرسله السلطان يعقوب المنصور الموحدي من المغرب الأقصى من مدينتي مراكش و فاس بعدما شاركو في معركة حطين بتعداد 180 سفينة بحرية شكلت ثلث الجيش اوقفها لهم الملك "الأفضل نورالدين بن الحسين علي، الإبن الأكبر للناصر صلاح الدين الأيوبي سنة 558 هجرية و الوثيقة لازالت محفوظة إلى يومنا هذا في المملكة المغربية و فلسطين.
___________________________________________________________
المصادر
1- كتاب الاوقاف الإسلامية في فلسطين في العصر المملوكي - الدكتور محمد عثمان الخطيب.
2- أوقاف المغاربة في القدس، عبدالهادي التازي.
3- الموسوعة الفلسطينية - موضوع باب المغاربة.
4- الأوقاف الإسلامية في فلسطين و دورها في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي ، سامي محمد صلحات.