السلام عليكم و عليكم رحمة تعالى و بركاته
ممن مميزات الشعب المغربي هو حفاظه على تقاليده و عاداته التي توارثها عن أجداده و أورثها لأبناءه و من بعده أحفاده و هكذا، و من بين هذه العادات التي بقي المغاربة محافظين عليها و هي "البلغة/الشربيل" و التي لا أعياد و لا مناسبات بدون وجودها، يرتديها الكبار و الصغار، و أيضا هناك أحجام مصغرة منها من أجل حديثي الولادة، نعم من أجل حديثي الولادة أيضا، و في المغرب كل مدينة و عندها بلغة و شربيل يختزل عاداتها و تقاليدها في قطعة واحدة، أكيد لأنه من إبداع صانعنا التقليدي الذي نكن له كل الإحترام والتقدير :).
[مقتطف من كتاب: قاموس العادات و التقاليد و التعابير المصرية - فصل حرف الباء
- جميع الحقوق محفوظة للكاتب أحمد أمين]
ذاع صيت البلغة في دولة مصر و ذلك بسبب المغاربة الذين هاجروا إلى هناك آخذين معهم تعلقهم ببلادهم المغرب مع جميع رمزياتها من عادات و تقاليد، التي أحبها المصريين و تأثروا بها، و كذلك تعلقوا بالبلغة الصفراء اللون، حتى أنه جرى ذكر كلمة "بلغة" في عدة أفلام مصرية و على لسان أكثر من ممثل، أما اليوم إستبدلوها بنعال جديدة تسمى لديهم ب"الشبشب".
هناك عدة أنواع من البلغة و الشربيل و تسمى حسب كل مدينة و المشهور بينها "الشربيل الفاسي" هو المعروف لدى الدول العربية، رغم دخول التقليد الصيني على هذا المنتوج المغربي لللأسواق إلى أننا كمغاربة لازلنا نفضل البلغة المصنوعة باليد و ذلك لجودتها و طول عمرها مقارنة بالتقليد الصيني، في مدينة "فاس" هناك ما يسمى بسوق "البلغة" بمنطقة قيصرية الكفاح به أمهر الصناع. وتطورت "البلغة" على مر العصور من السادة للمنقوشة والمزخرفة، وتبقى مكملة للزي المغربي التقليدي.
بالنسبة لزوار المغرب يفضل إقتناء البلغة من عند الصناع التقليديين مباشرة فهذا سيؤكد لكم أنه المغرب يقدم أشياء إحترافية لم تأتي من فراغ بل من إبداع سنوات و سنوات من العمل و الإجتهاد من أجل إظهار آخر موضة في الصناعة التقليدية، و أيضا صناعنا التقليديين يعملون بالتوازي بين المزج بين الأصالة و بين ما هو حديث ليخلق الإبداع.